(حروف الزين) هي الشخصية المحورية في هذه الرواية، و إن شئت هي (زينة الحروف) بتعبير الموروث الشعبي عن جمال ملامح الوجه. لكن الحروف ـ ها هنا ـ تتعدى الحمال الجسدي إلى متعة الحكي. كأنها صورة عن شهرزاد تسرد حكاية تتناسل منها حكايات مستوحاة من واقع ممزوج بالخيال.نتنقل مع الروائي أمين الزاوي من وهران إلى تركيا فسوريا ثم نعود إلى بشار، في رحلة تحتذبنا فيها كل حكاية إلى ملاحقة أخرى، تصادفنا (أفواه فيها رائحة البصل)) و شخصيات تتحسس ((صهيل الجسد))و من موضع إلى آخر نلمح صورا من النقد الاجتماعي و السياسي و مراجعة التاريخ،و لكنه ينتشلها من الواقعية الفجة بطريقته المميزة في السرد، و بلغته السلسة التي هي مألوفة و تبدو غير مألوفة في آن، فضلا عن جرأته المعهودة في الكتابة.يصحو الحرير: إنه النص الأدبي في بعده الوطني و الإنساني، و هي اللغة العربية حين تتحرر من جمودها فتشهد أن الكتابة الروائية فس بلادنا لا تقل قيمة عما لدى غيرنا، و هو الأدب حين يصحو كما في (( يصحو الحرير)).الناقد الدكتور مخلوف عامر